غزّة .. البحث عن الذكريات بين أنقاض البنايات المهدمة

حيث فقد عشرات المدنيين منازلهم ومصادر رزقهم

  • حيث فقد عشرات المدنيين منازلهم ومصادر رزقهم

اخرى قبل 5 سنة

حيث فقد عشرات المدنيين منازلهم ومصادر رزقهم

غزّة .. البحث عن الذكريات بين أنقاض البنايات المهدمة

جريدة الدستور/ اعداد وتقرير جمانه ابوحليمه / وعبد الحميد الهمشري

لا يمكن إحصاء الخسائر المادّية للعدوان الإسرائيلي على غزّة بعدد المباني التي هدمت جرّاء القصف، فبانهيار كلّ مبنى من هذه المباني انهارت معه تاريخ وأحلام وذكريات لن يكون من المتاح ترميمها؛ ورغم محاولة الاحتلال أن يتبرّأ من قصف المدنيين، بادعائه قصف منشآت عسكرية فقط، تظلّ ألعاب الأطفال الممزّقة، والأثاث المحترق، وبقايا الكتب والدفاتر، والكاميرات المحطمة التي انتشلت من بين الدمار، الشاهد على غير ذلك.

في غرف وأروقة روضة «شهد» للأطفال، والتي تقع في البناية الملاصقة لبناية «اليازجي» التي دمّرتها غارات الاحتلال بالكامل، تتناثر المقاعد المحطمة والدفاتر والكتب والألعاب الاسفنجية الممزقة من شدة القصف. وتقول مديرة الروضة، ابتسام اليازجي، إّنه قبل «ساعات من القصف كان في هذا المكان 200 طفل يلعبون ويتلقون دروسهم ويرسمون ويصنعون مجسمات عفوية وجميلة من الصلصال».

وأضافت اليازجي: لن يتمكن الأطفال من القدوم إلى الروضة مجددًا، فقد حطمت الغارات الإسرائيلية كل شيء تقريبًا، وقد يكون المبنى معرضًا للانهيار»، بينما كانت تجمع الأثاث والألعاب التي نجت من القصف.

أما في بناية «اليازجي»، المكونة من 7 طوابق، بحيّ الرّمال غربي المدينة، هناك 14 شقة سكنية ومتاجر ألبسة، ونادٍ رياضي، قصفت بأكثر من 10 صواريخ ليفقد العشرات من المدنيين منازلهم ومصادر رزقهم. ويقول الطفل يزن اليازجي، البالغ من العمر 12 عامًا، إنّ معظم سكان هذه البناية هم من الأطباء، لا أدري لماذا قصفتها إسرائيل فلا يوجد هنا أي منشآت عسكرية»، مضيفًا: « لا أعلم كيف سأذهب للمدرسة غدًا، لقد احترقت كتبي وحقيبتي وملابس المدرسة فقد هربنا من المنزل بعد قصفه بالصاروخ الأول بملابسنا فقط».

وفي منزل عائلة ضهير وسط مدينة رفح، أقصى جنوبي القطاع، يمكن مطالعة جانب من تلك الحكاية، فقبل أن تحوّله 4 صواريخ إسرائيلية إلى ما يشبه بيت الأشباح، كانت غرفه الأربع تضج بتفاصيل الحياة، فهناك عاشت أسرة من 10 أفراد؛ وداخل إحدى تلك الغرف التي صبغت جدرانها بلون السماء، وزينت برسوم ملونة زاهية لشخصيات كرتونية، كانت الأم تراجع مع أطفالها دروسهم قبل أن يحين موعد وجبة العشاء، لكن الصواريخ الإسرائيلية لم تمنحهم الكثير من الوقت قبل أن ينفجر أوّلها في غرفة مجاورة ليحولها إلى كومة من الركام.

كان ذلك الانفجار كفيلًا بإيقاف صوت أبيات الشعر التي حاول الطفل محمد حفظها، لينطلق صوت الصراخ في كل مكان، ولتحمل الأم بعض أطفالها وتدفع البقية ليركضوا إلى الخارج، فالصاروخ الصغير الذي ضرب الغرفة المجاورة، يعرفه سكان غزة جيدا، فهو قذيفة تحذيرية، تطلقها الطائرات قبل دقائق من تدمير المنزل كليًّا.

وفي الدقائق الأخيرة، قبل أن يسقط الصاروخ الثاني، لم يكن أمام الأطفال ووالدتهم أي وقت لحمل متاعهم، فكل ما كان بإمكانهم الهرب به هو أجسادهم، فالمقاتلات الإسرائيلية لا تنتظر طويلا قبل أن تعود بالدمار، وخلال أقل من ثلاث دقائق، كانت الأم وأطفالها ووالدهم الذي كان في شركته المجاورة للمنزل، وأفراد 5 عائلات أخرى تقطن في المنازل المجاورة، يركضون على بعد نحو 350 مترًا من المنزل في زقاق قريب.

ولم تمض 4 دقائق بعد الانفجار الأول، حتى اهتزت الأرض بأصوات ثلاثة صواريخ متتالية استهدفت أرضًا خالية تتوسط 5 منازل لعائلة ضهير، فدمرت بعضها كليًّا وأخرى بشكل جزئي، وكأن زلزالًا ضرب المنطقة؛ تلك الانفجارات المتتالية، لم تدمر الحجارة فحسب، فمذكرات الأطفال احترقت قبل أن يجف حبرها، والألعاب والحقائب المدرسية تبعثرت بأرجاء المنزل، وحتى كأس القهوة الملون المفضل لدى الأم تحطم وتناثر في كل مكان.

وقال أحد أفراد العائلة، كامل ضهير، إنّ «»القصف دمر منزلنا وأرواحنا... حياتنا كانت هنا... هذه ليست مجرد حجارة ففي كل زاوية من البيت لدينا ذكرى جميلة»، وأضاف أنّ «شركة بيع الأعلاف التي نملكها، والملاصقة للبيت دمرت كليًّا أيضًا، واحترقت أموالنا، نحو 52 ألف دولار، لتقضي الصواريخ الإسرائيلية بذلك على كل شيء لنا».

وعاشت عائلة البريم في مدينة خانيونس جنوبي القطاع نفس المأساة التي مرت بها عائلة ضهير، فمنزلها لقي مصير سابقه في الليلة ذاتها بعد أن أغارت عليه الطائرات الإسرائيلية بثلاث صواريخ؛ محملقًا فيما تبقى من منزله ومتعجبًا من قوة الصواريخ الإسرائيلية التي اخترقت سرداب البيت ودمرت قواعده الخرسانية، يقول نصر الله البريم: «انظر لهذه الحفرة العميقة، كأن بركانا انفجر أسفل المنزل، لا أدري لماذا يستخدم الاحتلال كل هذه القوة ضدنا، نحن مدنيون لا نشكل أي خطر عليها».

ويضيف بابتسامة ممزوجة بمشاعر الحسرة: «هذا المنزل كان كل شيء في حياتنا، هنا فرحنا وهنا بكينا وهنا قضينا ليالي الشتاء نحتسي الشاي والقهوة الساخنة، تحت هذا السقف أطعمت أحفادي ولاعبتهم»؛ وفي لحظة لم يفلح الفلسطيني فيها بالسيطرة على دموعه، توقف عن الكلام وعاد ليتأمل حجارة منزله ويدور حول أنقاضه باحثًا عن أي ناجٍ من ذكرياته، فجمع مع أحفاده قطع الأثاث غير المحطمة وبعض الكتب.

ليست الذكريات الجميلة وألعاب الأطفال والمنازل والمتاجر ما دمره قصف الاحتلال في غزة فقط، خلال هجومها الجوي، فآثار المدينة كانت ضحية أيضًا، فالقصف طال مبنى «فندق الأمل» الذي يعكس جزءًا من تاريخ المدينة الفلسطينية الحديث، فالمبنى المكون من 4 طوابق ويمتد على مساحة تزيد عن 1000 متر مربع، بني خلال فترة الحكم المصري للقطاع في ستينات القرن الماضي، وبات أحد أشهر المعالم التي تتميز بها مدينة غزة.

وعلى مدار نحو 40 عامًا كان المبنى فندقًا ومطعمًا سياحيًا ومقهى، يفضله معظم الوفود السياحية الذين يزورون القطاع، ولكن بعد سنوات قليلة من اندلاع الانتفاضة الفلسطينية عام 2000 وتراجع السياحة انتقلت ملكيته إلى الحكومة. وخلال السنوات الأخيرة حافظ على اسمه، لكنه كان مقرًّا لوزارة الصحة الفلسطينية، قبل أن يتحول منذ نحو عامين لمؤسسة حكومية أمنية.

كبير السن محمد خالد 66 عامًا الذي يقطن منذ مولده في منزله القريب من «فندق الأمل» قال إن المبنى «لطالما كان جزءًا من ماضينا الجميل حتى أصبحت منطقتنا تحمل اسمه»، ويضيف أنّ «هذه المنطقة كانت قِبلة للسياح الأجانب فهي قريبة من البحر وفيها (فندق الأمل) أفخم نزل سياحي بالمدينة، في تلك الفترة»، ويتابع: «كل من في المنطقة يشعر بغصة في حلقه بعد قصف الفندق فقد كان معلمًا يميز المنطقة ويذكرنا بسنوات جميلة مضت».

مبنى آخر دمرته الغارات الإسرائيلية كان العاملون فيه يحاولون على مدار الساعة نقل صورة غزة الجميلة ومعاناة سكانها جراء اعتداءات الاحتلال وحصاره المتواصل لها إلى العالم عبر قناتهم الفضائية «الأقصى»، ومن مبنى فضائية الأقصى، كانت تُبَث عبر الأقمار الصناعية صور وكلمات تروي حكاية مأساة وحروب وأزمات عاشها القطاع خلال السنوات الـ12 الماضية، منذ فرض الحصار الإسرائيلي عليه عام 2006.

ورغم أن الصواريخ الإسرائيلية نجحت في تدمير المبنى بالكامل إلا أن بث القناة الذي انقطع لعدة دقائق سرعان ما عاد من مكان غير معلوم، ليواصل نقل مجريات الأحداث في غزة خلال التصعيد العسكري.

ومنذ مساء الأحد الماضي، شن الجيش الإسرائيلي هجمات على قطاع غزة؛ ما أسفر عن سقوط 14 شهيدًا، فضلًا عن تدمير منشآت مدنية، وردّت فصائل فلسطينية مسلحة بإطلاق عشرات الصواريخ على أهداف إسرائيلية، قبل أن تنخفض وتيرة الأمور الثلاثاء، عقب الإعلان عن التوصل لاتفاق تهدئة بوساطة مصرية ودولية.

«عرب 48» –»الأناضول»

===================

«إسرائيل « ما بين الفكرة والدولة القومية - الحلقة الثامنة والثلاثون

عبدالحميد الهمشري

التلوث البيئي للاستيطان في محافظة سلفيت

تعاني محافظة سلفيت من التلوث البيئي الذي تتسبب فيه المياه العادمة المتسربة من المستوطنات الكثيرة المتناثرة في كل أرجاء المحافظة خاصة ما يأتي من مستوطنة أرائيل الأضخم من بين المستوطنات المقامة على مستوى الضفة الغربية يضاف لها النفايات السامة التي تلقى عبر مكباتها ويؤتى بها من التجمعات الصناعية اليهودية في أراضي الـ 48 والكسارات المقامة على أراضيها وحرق نفايات بلاستيكية تلوث هواءها.. فسلطات الاحتلال تواصل قتل كل أمل في توفير حياة آمنة للسكان من غير اليهود حتى أنه لم يسلم منها لا الشجر ولا الحجر ولا حتى المياه والهواء مصدر الحياة، فمخلفات المستوطنات الصناعية ومجاري الصرف الصحي تصب في أراضي المواطنين الفلسطينيين دون معالجة، مخترقة طبقات الأرض لتصل إلى المياه الجوفية في هذه المناطق، ما يؤدي إلى تلوث مياه الكثير من العيون والآبار خاصة بئر المطوي، ففيها كما هو معلوم للجميع ما يربو عن 23 موقعًا استيطانياً للنفايات، تضخ مياهها العادمة عبر الأراضي والأودية فيها، ما يؤدي إلى تلوث الأراضي الزراعية، وتكاثر البعوض والحشرات التي تسبب الأمراض وانتشار المكاره الصحية وتلويث مياه الينابيع والمياه الجوفية، فوجود المناطق الصناعية، وخاصة أرائيل وبركان وما ينتج عنها من ضخ للمياه الصناعية في أراضي المزارعين وما تحمله من مواد كيماوية وعناصر ثقيلة، تؤدي إلى تلويث الأراضي الزراعية والأودية والمياه الجوفية بهذه المواد... فمستوطنة أرائيل تعد مصدر ضرر كبير على حياة الفلسطينيين وعلى مستقبلهم بالمنطقة، بالإضافة إلى أثرها البالغ على البيئة ودورها الكبير في نشر الأمراض بالمنطقة، كون البيوت والمنشآت في المستوطنة مشبوكة بشبكة صرف صحي، يتم من خلالها جمع المياه العادمة من بيوت المستوطنة وإلقائها في منطقة تعرف بـ» باطن الحمام، و»واد البئر»؛ حيث توجد المنطقتان غرب مدينة سلفيت، وبعد أن تتجمع تلك المياه العادمة الصادرة عن تلك المستوطنة تسير لتلتقي بعدها في الوديان وصولاً لوادي بروقين، ثم تخترق بيوت القرية حتى تصل إلى أراضي كفر الديك الجنوبية، حيث يتجمع هناك ما تبقى من المياه العادمة،ويؤدي ذلك إلى إتلاف أكبر قدر ممكن من الأراضي الزراعية ونشر الأمراض، وللعلم فإن المياه العادمة لا تبعد عن بيوت قرية بروقين سوى أربعة أمتار، ويوجد أربعة منازل تقع بالقرب من تلك المياه التي تلعب دوراً كبيراً في انتشار الحشرات والقوارض، خاصة حشرة اللشمانيا التي تنتشر فيها مسببةً العديد من الأمراض الجلدية منها والمعوية وحالات الفشل الكلوي، علاوة على انتشار حالات السرطان في المنطقة، بسبب طبيعة المواد الكيمائية التي تحتويها تلك المياه العادمة ، كما وتسبب الروائح الكريهة التي تنبعث من المياه العادمة مرض الربو عند الإنسان، كما أن بئر المطوي الكائن بالقرب من مدينة سلفيت الذي يعد مصدرًا مائيًا مهمًا بالمنطقة كونه يغطي 30% من حاجة مياه مدينة سلفيت وقرية فرخة وخربة قيس حيث تتجمع المياه فيه من خلال الينابيع الجوفية المنتشرة على السلاسل الجبلية المجاورة فإن المياه العادمة والتي تعدُّ خليطاً من مياه مجاري أرائيل ومياه مجاري سلفيت تمر عبر هذه السلاسل الجبلية، وعلى مسافة أقل من 8م من هذا البئر فإن ذلك أدى إلى تلويثه ، فالمياه العادمة عملت بشكل كبير على تلويث خزان المطوي من خلال زيادة نسبة الأملاح وتزايد نسبة النيترات، ما جعلها غير صالحة للاستخدام البشري، أو حتى الزراعي، إلا بعد إجراء عملية معالجة لها وهذه العملية تكلف ميزانية بلدية سلفيت المزيد من الأعباء المالية، على أساس أن عملية المعالجة ليست لفترة محدودة، بل تستمر إلى فترات طويلة.

ناهيك عن ما تعاني منه مدينة سلفيت من تهريب ودفن النفايات الصلبة الإسرائيلية في أراضي المدينة، حيث قامت قوات الاحتلال الإسرائيلي بالسيطرة على بعض الأراضي الزراعية الواقعة في المدخل الشمالي لها، وتحويلها إلى مكب للنفايات الصلبة الإسرائيلية القادمة من المستوطنات الإسرائيلية المجاورة ومن داخل إسرائيل. كما أن قرى حارس وكفل حارس وقراوة بني حسان الى الشرق من منطقة بركان الصناعية تعاني من تلوث الهواء الجوي المتصاعد من المنشآت الصناعية الموجودة في المنطقة، ويزيد الطين بلة حرق النفايات المهربة والتي تحتوي على البلاستيك في بعض مكبات النفايات أو على مداخل بعض القرى مما يضاعف في تلويث الهواء الجوي وإصابة العديد من المواطنين بأمراض عديدة لا تتوقف على الإضرار بالجهاز التنفسي؛ بل إن هناك أمراضًا أخرى. يضاف إليها قيام سلطات الاحتلال الإسرائيلي بإنشاء كسارات على أراضي المحافظة في بلدة الزاوية على حدود 1967 (الخط الأخضر) خلف جدار الفصل العنصري؛ ما أدى إلى تلويث البيئة والتربة والهواء، والأراضي وأشجار الزيتون في تلك المنطقة عبر دخان الكسارات والغبار المنبعث منها.

==============

خاص من فلسطين

«العليا الإسرائيلية» تناقش إخلاء منازل فلسطينيين في الشيخ جراح

تعقد المحكمة العليا الإسرائيلية، جلسة استماع حول إخلاء منازل في حي الشيخ جراح وسط القدس المحتلة من العائلات الفلسطينية، ومناقشة ملكية الأرض بعد أن زعمت جمعيات استيطانية الملكية على الأرض.

وأدعت بضع جمعيات استيطانية مدعومة من الحكومة الإسرائيلية ملكيتها للعديد من مسطحات الأراضي في الشيخ جراح، فيما تسعى هذه الجمعيات وضع اليد على الأراضي وإخلاء السكان الفلسطينيين من المنازل، علما أنها استولت على عدة منازل وأقامت بؤر استيطانية في المكان.وقدمت الجمعيات وبالتعاون مع شركات إسرائيلية، مخططا استيطانيا لبناء أبراج سكنية للمستوطنين محل منازل فلسطينية في الحي الفلسطيني.

وتزعم هذه الجمعيات والشركات المدعومة من عضو بلدية الاحتلال في القدس، آريه كينج، الذي يقف وراء الكثير من المشاريع الاستيطانية ومخططات سلب الأراضي والعقارات من الفلسطينيين، تزعم ملكيتها للأراض في الشيخ جراح.

وأقامت الجمعيات عبر الاستيلاء على الأراضي والعقارات الفلسطينية 25 وحدة استيطانية على أراضي «كرم المفتي» وفي محيط مغارة الشيخ السعدي التي حولتها تلك الجمعيات إلى مغارة وكنيس للصلاة باسم «الصديق شمعون»، واستولت على العديد من المنازل بهدف عزل الشيخ جراح عن القدس القديمة.

وتجدر الإشارة إلى أنه مقام فوق المنطقة التي تستهدفها الجمعيات الاستيطانية العديد من المنازل التي تسكنها العديد من العائلات الفلسطينية منذ ما يزيد عن 60 عاما، وتعتبر محمية بموجب القانون.

«عرب48»

=================

من الصحافة العبرية

المُخجــل هــو الوضــع الكارثـي فـي غــزة

نعامي بن باسط-يقع بيتي على بعد عدة كيلومترات عن حدود غزة، والفجوة بين الحياة هنا والحياة هناك هي أمر لا يحتمل. يقف في يوم الجمعة من كل اسبوع بين الساعة الثانية عشرة والثانية ظهرا أصدقائي وأنا في مفترق طرق يد مردخاي ونقوم برفع لافتات تدعو لحياة آمنة وأمل على جانبي الجدار، وندعو لرفع الحصار وتوفير الكهرباء والماء للقطاع وما شابه. نحن نتمزق من الداخل ازاء الكارثة في غزة.

تشمل ردود السائقين الشتائم والحركات البذيئة وحتى القاء اشياء وتهديدات بالدهس. يصرخون علينا المرة تلو الاخرى يطالبوننا بالذهاب الى غزة أو القول لنا إن علينا الخجل. الخجل الوحيد الذي اشعر به هو الخجل ازاء حقيقة أن مليوني انسان يعيشون في ظروف غير انسانية. شعور العار والعجز من أنني مواطنة في دولة بدرجة كبيرة مسؤولة عن الحصار الطويل والوحشي.

كان لي قبل نحو سنة شرف مقابلة اخصائي نفسي من قطاع غزة، د. احمد أبو طواحين. انسان نبيل، نشيط من اجل السلام وحقوق الانسان. للأسف الشديد لقد توفى قبل ثمانية أشهر بالسكتة القلبية عن عمر 58 سنة. وصف د. أبو طواحين على مسامعي كيف يقوم الحصار المستمر بتفكيك المجتمع في القطاع: فقر وبطالة تحول الحياة الى غير محتملة تقريبا، نسبة طلاق لم يسبق لها مثيل، عنف شديد من كل الاشكال، نسبة انتحار مرتفعة، الادمان على المخدرات وغيرها. في غزة نصف السكان هم تحت سن الـ 18، وسبب الموت الرئيس بين الاطفال الامراض نتيجة شرب مياه ملوثة. نصف سكان غزة البالغين وفوق 70 في المئة من الشباب، هم عاطلون عن العمل. وعندما يذهب الاطفال الى المدرسة ويطلبون من الاهل نصف شيكل لشراء شيء ما، لا يكون لدى الاهل هذه الامكانية وقلبهم ينكسر.

سار طلاب ثانوية في الاسبوع الماضي من المنطقة الى القدس وهم يرفعون طلب اسمحوا لنا بالحياة بهدوء . هذا بلا شك طلب شرعي للأطفال والبالغين من المنطقة. مع ذلك من الصعب رؤية كيف أن رؤيا كهذه يمكنها ان تنقذنا من الدائرة الدموية. يبدو في الوضع الحالي أنه فقط إذا استطعنا رؤية الامور من زاوية رؤية الآخر، نستطيع أن نخلق شيئا ما جديدا.

«قصتنا – حبكة مقالاتنا ومشاعرنا وتطلعاتنا – لن تصل في أي يوم الى الكمال وأن تكون حقيقية تماما، إلا اذا شملت قصة الآخر، حياته تتشابك مع حياتنا (مارتن بوبر) حذر من أن الانغلاق الشديد لأمة في قصتها الخاصة تؤدي دائما الى الأنانية السياسية. نفي قصة حياة، ومن خلال ذلك نفي الواقع القائم، للشعوب التي مصيرها اتفق وتشابك مع مصير أمتك الخاص، ليس مجرد فضيحة اخلاقية، بل هو ايضا حماقة سياسية. سر الخطاب الإسرائيلي – الفلسطيني بقلم بول مندسفلور، في مجموعة المقالات (مارتن بوبر) في اختبار الزمن».

ليس طلب حماس من إسرائيل في السنوات الاخيرة فلسطين الكاملة، وكذلك ليس العودة الى حدود 1967، بل رفع الحصار. هل يوجد طلب أكثر شرعية من ذلك؟ ما هو المنطق في اللامبالاة للوضع الكارثي في قطاع غزة؟ ما هو المنطق في ايصال الناس – البالغين والاطفال، رجال ونساء – الى يأس يقودهم الى أن يقتلوا أو أن يتحولوا الى معاقين نتيجة التظاهرات قرب الجدار؟ ماذا سنقول عندما تسمع مرة اخرى دعوات حماسية لشن حرب، في الوقت الذي نعرف فيه أننا بعد ذلك سندفن جنودنا بصمت؟.

التعليقات على خبر: حيث فقد عشرات المدنيين منازلهم ومصادر رزقهم

حمل التطبيق الأن